نور لمصراوي: دموع القمر هي أحزان مصر

منذ أول طلة لها على الشاشة غازلت فيها مشاعرنا، ومنذ أول دور قدمته نالت اعجابنا، وصارت "البنوتة" الحلوة نجمة من طراز خاص صنعت اسمها بهدوء وثقة وعفوية وبراءة.

مع كل خطوة تشعر "نور" أنها تغير جلدها وقد استطاعت بالفعل أن تعبر عن طاقات جديدة اختزنت لفترة طويلة داخلها بينما كانت تحاول الإفلات من شرنقة البنت الرقيقة المدللة الجميلة.

وبعد غياب دام ثلاثة أعوام عن الشاشة الصغيرة منذ آخر أعمالها مسلسل "العميل 1001" عاودت الفنانة اللبنانية "نور" الإطلالة التليفزيونية من جديد عبر مسلسلها الرمضاني "دموع القمر" والذي ارتدت فيه ثوب "أحلام المصري" فتاة ريفية بسيطة تقرر الهروب من جحيم زوج الأم الذي لا يتوانى عن التحرش بها والذي يصل إلى محاولة إغتصابها.

وعندما تصل إلى القاهرة تواجه في المدينة ماهو أصعب بكثير، وتصطدم بالواقع المؤلم وأنماط شتى من البشر التي تحاول استغلالها في عمليات مشبوهة ومن بينهم رجل الأعمال "هشام الذهبي" الذي يمد لها يد العون والمساعدة وتتزوجه لكنه في الوقت نفسه يحاول تجنيدها لصالحه فتجد نفسها متورطة مع منظمات عالمية تعمل في نشاطات غير مشروعة وتتخذ من المشروعات الخيرية غطاءً لها لكنها تقرر التصدي لكل قوى الشر والتخريب مما يؤدي بها إلى الدخول في دوامة من الأزمات والصعاب لا حصر لها.

سألناها: شاركتي في ثاني تجاربك التليفزيونية بعد مسلسل "العميل 1001" عقب سلسلة من الإعتذارات خلال الأعوام الماضية .. فما سر حماستك لهذا المسلسل على وجه التحديد؟

اجابت نور: التليفزيون بالنسبة لي شيء مخيف له حسابات مختلفة تماماً، وبصراحة شديدة لم تكن لديّ أي نية إلى تقديم عمل تليفزيوني في الوقت الحالي وكنت أضع كل اهتماماتي وتركيزي على المجال السينمائي فحسب لكن مسألة المشاركة في عمل تليفزيوني تمت عن طريق الصدفة البحتة من خلال المخرج عصام شعبان الذي روى لي قصة المسلسل وأعجبتني الفكرة وكان لي بعض الملاحظات على شخصية "أحلام" فتم تعديل بعض التفصيلات والجوانب المتعلقة بالدور حتى وصلنا إلى اتفاق تام وتطابق كامل في وجهات النظر على الصورة النهائية للعمل.

وبصراحة أكثر أنا أعتبر مسلسل "دموع القمر" بمثابة شرارة الإنطلاق الفنية بالنسبة لي في مجال الدراما التليفزيونية نحو عالم أكثر ثراء من الشخصيات الدرامية ذات الأبعاد النفسية والإجتماعية المتعددة بعيداً عن نموذج البنت الحلوة الدلوعة مثلما حدث نفس الشيء على شاشة السينما مع فيلمي "ملاكي اسكندرية" و"الرهينة" ومن بعدهما "نقطة رجوع" لذا أستطيع القول أننى لم أكن أسعى إلى الظهور على شاشة العرض الرمضاني هذا العام لمجرد التواجد بقدر ما هي رغبة أكثر في التنوع خاصة بعدما وصل رصيدي السينمائي إلى مايربو على 14 فيلماً إذ أن الفنان كلما وصل إلى مرحلة معينة من النضج الفني يجب أن يتوازى مع ذلك مرحلة جديدة تشتمل على التنوع في الإختيارات، وأعتقد أن هذا نابعاً من كوني استوعبت الدرس باكراً بأن أبحث أولاً عن القيمة الفنية من خلال الدور الجديد الذي لم يسبق لي تقديمه حتى لا أقع فريسة فخ التكرار في ذات القوالب وهو ما حدث مع نص المسلسل الذي جذبني بشدة ورفع درجة حماستي للعودة إلى مقاعد التليفزيون مرة أخرى.

وهل التعديلات التي طرأت على بعض شخصيات المسلسل يندرج في إطار رغبة نور في زيادة مساحة دورها مثلما يشاع؟

بالطبع لا، فأي سيناريو يكون في حاجة لضبطه مع المخرج والمؤلف وهو ما حدث بالفعل أثناء جلسات العمل التي جمعت بيني وبين المخرج عصام شعبان والسيناريست مجدي سالم، وأسفرت عن إتفاق ثلاثي بضرورة إحداث تعديلات في بعض التفصيلات المتعلقة بالشخصية الرئيسية وبعض الأدوار الأخرى بما يؤدي إلى إحداث نوع من التوازن الدرامي بينها وهو ما يصب في النهاية لصالح العمل ككل وليس "علشان خاطر" نور أو رغبة في زيادة مساحة دورها مثلما يردد البعض.

وأرى كذلك أن المؤلف مجدي سالم استطاع عمل توليفة درامية محنكة بمنتهى الذكاء تمزج بين التشويق والإثارة والميلودراما ونجح في تحويلها على الورق إلى شخصيات واقعية من دم ولحم بتفاصيل غاية في الدقة تجعل المشاهد يتفاعل معها وينفعل بأدائها حتى آخر مشهد ويصبح في حالة تأهب وانتظار وترقب لما سوف تسفر عنه الأحداث بحرفية عالية.

وكيف تمكنت نور من الإمساك بأدوات هذه الشخصية المركبة التي تمر بالعديد من المواقف والأحداث المتشابكة والمعقدة؟

عندما قرأت سيناريو المسلسل أعجبتني شخصية "أحلام" خصوصاً أنها لم تكن تسير على وتيرة واحدة وتمر بأكثر من مرحلة درامية على مدار المسلسل بين صعود وهبوط عبر التحولات الخاصة بها تجعلني أشعر بتحد كممثلة لأنها تتطلب مني إظهار كل قدراتي في التمثيل، فالشخصية مليئة بالمواقف والإنفعالات والأحاسيس المتداخلة الصعبة عبر العديد من الأحداث الساخنة والمثيرة والمواقف الدرامية المؤثرة.

ولا أنكر أن جلسات العمل التي جمعتني مع المخرج "عصام شعبان" قبل بدء التصوير والمؤلف "مجدي سالم" كان لها بالغ الأثر في أن أمتلك كافة مفاتيح الشخصية التي أجسدها في المسلسل فقد كنا نتناقش في كل مرحلة تمر خلالها الشخصية وكذلك كل مشهد في السيناريو وكل جملة حوارية مع الحرص على إبداء بعض الملاحظات واستشارة المخرج فيها فضلاً عن جلسات أخرى مع الاستايلست للوقوف على الشكل الخارجي الملائم لطبيعة الشخصية التي أؤديها من حيث الملابس والماكياج وتسريحة الشعر ...إلخ لذا دخلت المسلسل وأنا أعلم تماماً ماذا أريد أن أعمل.

وعلى أية حال فقد اكتسبت من خلال كثرة التجارب وتراكم الخبرات أسلوب أن أذهب دائماً إلى الدور، ولا أنتظر أن يأتيني، وأحاول أن أقتحمه، أتعرف إلى ملامحه وتفاصيله حتى تستقر بداخلي، وأقدمه بكل تفاصيله أي أذهب إلى الشخصية وأعيشها ولا أمثلها، فالتشخيص من وجهة نظري أكثر من حميمية وصدقاً وعمقاً من التمثيل.

لكن دورك في المسلسل يعد عودة إلي أدوار الفتاة الهادئة المستكينة بعد عدة أعمال سينمائية جنحت خلالها إلى أدوار الشر؟

ليس الأمر كذلك تماماً لأن "أحلام" ليست شخصية مقهورة أو منكسرة أو مغلوبة على أمرها ومن ثم فإن دوري في المسلسل لا يرتكز على تقديم البنت الهادئة، الطيبة، والوديعة فحسب بل على العكس فهي شخصية عنيدة وطموحة وذكية تواجه المشاكل التي تتعرض لها بقوة وصلابة، وهو ما يتضح جلياً في العديد من التحولات على المستوى الإنساني التي تطرأ عليها إذ تختلف تركيبة شخصيتها وطبيعة حياتها لدى انتقالها من الريف إلى المدينة كما أن الصعاب التي تمر بها تجبرها على أن تتحول إلى قطة شرسة كي تتمكن من حماية نفسها مما تتعرض له.

اللافت أن هذا المسلسل هو بمثابة أول بطولة مطلقة لك على الشاشة الصغيرة.. ما تعليقك؟

أنا لا أحسبها على هذا النحو، أنا بمفردي لا أستطيع فعل شيء، ولا أعتقد أن أي عمل درامي يمكن أن يعتمد على شخص واحد سواء كان هذا الشخص رجلاً أم امرأة حتى ولو كان دوري بارزاً ومهماً في سيناريو المسلسل فلن ينجح المسلسل إلا من خلال مساندة الآخرين إذ أن الدراما عموماً عمل جماعي وليست عملاً فردياً حتى إذا كان هناك من يستحوذ على البطولة المطلقة ففي النهاية نجاح العمل لا ينسب له وحده ولكني أطمع دائماً في دور بارز عبر موضوع قوي.

لكن باقي أبطال المسلسل ليسوا نجوماً من ذوي العيار الثقيل؟

ومن قال إن رياض الخولي، رانيا فريد شوقي، عبير صبري ليسوا نجوماً؟! فهؤلاء ممثلون من الطراز الأول وعلى أعلى الدرجات من الأداء التمثيلي، وأرى أن كل شخص في هذا المسلسل موجود في دوره الملائم له تماماً، وأنا أراهن شخصياً على هذا المسلسل بكل نجومه، وأتمنى أن تثبت الأيام صدق كلامي.

ألا تخشى نور كالعادة أن تؤثر ملامحها الشكلية على مستوى أدائها للدور؟

بصراحة الدور صعب للغاية، وفي هذا المسلسل تحديداً لم أشأ الإعتماد على ملامحي الشكلية إلا في حدود التعبير عن مدى البراءة والطيبة المتناهية التي تتسم بها الشخصية بينما المسلسل يحوي قدراً كبيراً من المشاهد الصعبة التي تعتمد على إبراز انفعالات القلق والتوتر وكذلك مساحات تمثيلية هائلة تتطلب مستويات معينة من الأداء لكن لن أغضب بالتأكيد لو أن أحداً رآني كوجه جميل ولكني أتمني أن يرى أيضاً مجهودي كممثلة سواء كان هذا المجهود جيداً أو سيئاً فأنا لم أدخل عالم التمثيل كي أكون وجهاً جميلاً فقط، وأكثر ما يسعدني أن يقال إني ممثلة جيدة وجهها جميل تؤدي دون الإعتماد على شكلها وهذا ما أحرص عليه في اختياراتي وأعمالي.

ألم يساورك أدنى شعور بالقلق من تجسيد دور البنت الفلاحة رغم جنسيتك اللبنانية؟

إطلاقاً، استشعر أنني بعد كل هذه السنوات قد أصبحت واحدة من بنات مصر أو بمعنى أدق لبستني "روح البنت المصرية"، وللعلم فقد كان أكثر أسباب حماستي للمسلسل أن الشخصية جديدة عليّ ولم ألعب دور الفلاحة المصرية من قبل، وكان أحد مصادر سعادتي بالدور أن هذا المسلسل يهتم بمناقشة هموم وأحلام البنات ومشاكلهن خصوصا الريفيات اللواتي يتوهمن أن المدينة ستفتح لهن ذراعيها بينما الحقيقة على العكس من ذلك تماماً.

وما دلالة اسم "دموع القمر" بالنسبة للمسلسل؟

دموع القمر هو إشارة رمزية إلى آلالام وأحزان مصر كلها عبر الإسقاط على شخصية "أحلام" التي تواجه مصاعب وأزمات ومحن شتى، فالمسلسل يلقي ظلالاً على أكثر من قضة سياسية واقتصادية واجتماعية ومن بينها المحاولات الخفية والمستترة من أجل الترويج للتطبيع مع إسرائيل، وفكرة الغزو الإعلامي الخارجي لعقول الشباب المصري والعربي بهدف السيطرة على ثروات هذا الوطن، وخفافيش الظلام التي تحاول تخريب وتدمير اقتصاديات الدولة وتشويه سمعة مصر في الخارج وكذلك تسليط الضوء على قضايا الفساد الإجتماعي، تجارة السلاح، التحرش الجنسي، الإغتصاب، الفقر، والبطالة.

وما أصعب مشاهد نور في مسلسل "دموع القمر"؟

بصراحة .. المسلسل يحوي قدراً كبيراً من المشاهد الصعبة والمرهقة لكن كان هناك مشهد يمثل بالنسبة لي ذروة الإجهاد النفسي والعصبي عندما يحاول زوج "أحلام" رجل الأعمال "هشام الذهبي" التخلص منها بإيداعها أحد مستشفيات الأمراض النفسية كي يضمن سكوتها إلى الأبد بعد أن اكتشفت تورطه في العديد من الأعمال غير المشروعة وقضايا الفساد، فالمشهد مليء بالإنفعالات والصراخ الهستيري.

في ظل أجواء منافسة درامية حامية الوطيس خلال شهر رمضان .. هل استطاعت نور الثبات في المنافسة على القمة هذا العام؟

تجيب بحسم: أنا راجعة أنافس نفسي وليس أبطال بقية الأعمال الدرامية الأخرى، برأيي أن المنافسة تكون على العمل الفني ككل وليس على الممثلة فقط لأنها لا تمثل بمفردها وإنما تعزف كآلة ضمن أوركسترا ضخم، وكل ما يشغل بالي هو تقديم عمل على مستوى جيد والحكم في النهاية للجمهور الذي اجتهدنا جميعاً من أجل نيل إستحسانه ورضاه.

إذن كيف تفسرين وجود أكثر من نجمة سينمائية في الماراثون الدرامي الرمضاني هذا العام؟

أرى أن تواجد هذا الكم من نجمات السينما في دراما هذا العام جاء من قبيل المصادفة أي نستطيع القول أنها مجرد صدفة حلوة غير مرتبة أو متفق عليها بيننا، وجاءت من باب التنويع حتي لا يظل التركيز طوال الوقت محصوراً في نطاق السينما فقط خاصة إذا وجدنا نصًا شيقًا في الدراما التليفزيونية، فلماذا لا نقدمه؟

ربما يكون جيلنا قد انشغل أكثر بالسينما لأنها كانت صاحبة البداية لنا والعروض الأكثر ولكن في نفس الوقت التليفزيون أصبح مهما جداً ويسعى له كل النجوم لاسيما وسط هذا الكم الهائل من المحطات الفضائية الذي يتيح جمهوراً يفوق جمهور السينما بكثير، وأعتقد أن الشيء الأهم هو أنني أريد أن أكون ممثلة جيدة وسط كوكبة من ألمع النجوم فهذا شيء يسعدني طبعاً، وأنا عموماً مع المنافسة الفنية الشريفة لكنني أيضاً ضد المقارنة مع أي فنانة أخرى.

أعلم أنك من المنحازين إلى السينما على طول الخط .. كيف هو حال النجمة السينمائية نور مع كاميرات التليفزيون؟

أرى أنه لا يوجد فرق كبير بين الإثنين، فالعمل الفني واحد سواء سينما أو تلفزيون, ولا اؤمن بمقولة ان التلفزيون يحرق نجومية السينما لأن العمل الجيد يفرض نفسه على المشاهد، صحيح أنني ممثلة سينمائية في الأساس لكن الدراما التليفزيونية مهمة لأي فنان خصوصاً عندما يدخل بيوت ملايين المشاهدين من بينهم من لا يستطيع الذهاب إلى السينما ويحل ضيفاً عليهم على مدار أكثر من ثلاثين يوماً، وقد لمست هذا بالفعل أثناء مشاركتي في مسلسل "العميل 1001" قبل ثلاث سنوات وهو نفس الشيء الذي أثار حماستي من أجل العودة مرة أخرى إلى جمهور الشاشة الصغيرة هذا العام.

وكما قلت سابقاً فإن عودتي إلى الدراما التلفزيونية هدفها الأساسي هو الرغبة في التنويع في الأعمال التي أقدمها خصوصاً بعدما حققت نجاحات في السينما أكسبتني الرضا على المستوى الفني وإيماناً مني بأن على الفنان تطوير نفسه وأدواته واختياراته ليستطيع الإستمرار، وأعتقد أنني وصلت إلى مرحلة من النضج تسمح لي باتخاذ قراراتي بشكل مدروس وصائب لذلك قررت رفع راياتي على جبهة أخرى في مجال الدراما التليفزيونية، والفرصة جاءتني فلماذا أرفضها طالما أنني قادرة على خوض التجربة.

وعموماً .. أنا ضد تصنيف الممثل على أنه نجم سينما أو نجم تليفزيون لكن يوجد ممثل قوي وممثل ضعيف، والفنان "الشاطر" يستطيع إثبات نفسه في أي مجال سواء في السينما أو التليفزيون أو حتى المسرح.

وما المشاعر التي تسيطر عليك مع انتهاء عرض مسلسلك التليفزيوني الجديد؟

كل عمل فني هو قلق جديد أعيشه لكن على طريقتي الخاصة بما يعني ألا أجعل هاجس القلق مسيطراً على حياتي بشكل مطلق حيث أعتقد أن أحسن شيء تعلمته منذ دخولي مجال التمثيل أنه لا مجال للخوف أو لأن الخوف لو داهمني وأحكم سيطرته على قراراتي فلن أخطو خطوة واحدة إلى الأمام وهذا ما حدث معي منذ أولى تجاربي مع الكاميرا يومها جلست أمي معي ونصحتني بأن أحكم عقلي دائماً في العمل واستبعد العواطف، وأنا تعودت على حساب كل شيء بعقلي ولهذا أتحمل المسئولية والإلتزام دائماً.

أنا أعتبر دموع القمر بمثابة اختباراً حاسماً وتحدياً مهماً إما أن يرسخ نجوميتي ويعيد صياغتي فنياً في التليفزيون كما في السينما أو يقتلعها إلى الأبد.

وما أخبارك الفنية بعد مسلسل دموع القمر؟

انتهيت مؤخراً من تصوير دوري في فيلم "ميكانو" مع الفنان السوري "تيم الحسن" تأليف وائل حمدي وإخراج محمود كامل، وأجسد من خلاله دور "أميرة" وهي سيدة مطلقة تنشأ بينها قصة غرامية مع شخص يعاني من فقدان الذاكرة في إطار رومانسي جميل.